كان قرار صاحب العمل بالاستغناء عن خدمات سائقه الخاص صدمة لم يحتملها ، أظلمت الدنيا في عينيه ، وأخذ يفكر في مصير أسرته التي ستتشرد وتجوع بعد أن منع عنها رب العمل ما كان يسد جوعها بالكاد ، متناسيا أن الرزق بيد رب صاحب العمل وربه ، حاول السائق المسكين فتح الباب الذي غلق في وجهه مرارا وتكرارا ، و أستمر في طرقه محاولا فتحه مرة أخرى دون جدوى ، حتى استسلم للأمر الواقع وفوض أمره لله الذي سرعان ما فتح له باب رزق آخر ، فعمل سائقا على سيارة أجرة بضعف الدخل الذي كان يأتيه من خلف الباب المغلق ، وبعد فترة وجيزة استطاع أن يدخر مقدم سيارة أجرة خاصة به ، دفع من ريعها أقساطها ، فزاد دخله واتسع رزقه حتى أمتلك سيارة نقل جماعي ، ثم أتوبيس سياحي ، والآن صار صاحب أكبر شركة سياحية في القطر ، لكنه لم ينس صاحب الباب المغلق ، فقرر الذهاب إليه في نفس المكان الذي خرج منه مطرودا مخذولا ، وتوقع الجميع أنه سينتقم من الرجل الذي أساء إليه وقطع عيشه في يوم من الأيام ، لكنه تقدم إليه بالشكر على أنه أغلق بابه في وجهه وأصر على عدم فتحه ليكشف الله له سره ويخرج له رزقه من باب آخر أوسع ، فكم منا حزن لضياع فرصة من يده وكأنها نهاية العالم معتقدا بعلمه المحدود أن وراءه سعادتي الدنيا والآخرة ، ولو أنه فوض أمره لله وتوكل عليه حق توكله لعلم أن اختياره كله خير ، وان السر يكمن في القضاء والقدر الذي لا يعلمه إلا هو ، وليس في الباب المغلق.
نشر قبل 5 شهر و 8 يوم و 10 ساعة و 6 دقيقة
نشر قبل 6 شهر و 16 يوم و 8 ساعة و 14 دقيقة
نشر قبل 7 شهر و 25 يوم و 12 ساعة و 22 دقيقة
نشر قبل 1 سنة و 2 شهر و 3 يوم و 2 ساعة و 19 دقيقة
نشر قبل 4 سنة و 4 شهر و 25 يوم و 5 ساعة و 10 دقيقة
نشر قبل 3 سنة و 4 شهر و 5 يوم و 12 ساعة و 4 دقيقة
نشر قبل 4 سنة و 3 شهر و 17 يوم و 6 ساعة و 6 دقيقة
نشر قبل 4 سنة و 3 شهر و 2 يوم و 1 ساعة و 40 دقيقة
في رأيك هل تغيير الحكومة هو الحل ؟